أنوار المسرح أضاءت من جديد في حلب
بقلم الفنان غسان دهبي ـ عالم نوحٍ


                                                أنوار المسرح أضاءت من جديد في حلب

بقلم الفنان غسان دهبي ـ عالم نوحٍ

بمناسبة يوم الثقافة السورية أطلقت مديرية الثقافة بحلب اسم الفنان (عمر حجو) / على مسرح المركز الثقافي في العزيزية بعد تأهيله وتجديده ..وهذا المسرح الذي يعتبر من أقدم المسارح في المدينة ونحن نقترب بالعيد الماسي لبنائه حيث شهد الكثير من الأنشطة المسرحية والمحاضرات والندوات لأجيال عديدة من مثقفي المدينة وضيوفها متشاركا مع مسرح دار الكتب الوطنية الأقدم في البناء لكافة الأنشطة التي أقيمت منذ تلك الأيام حتى الآن … .ويأتي هذا التكريم بإطلاق اسم عمر حجو (أيقونة المسرح السوري) هو الوفاء بالوفاء والحب بالحب ليس لأن الراحل فنانا مبدعا وأخا عزيزا لكل فناني سورية وقائد نقابي ومن مؤسسي نقابة الفنانين والمسرح الجوال حيث أطلق عليه موليير المسرح السوري..

والمبدع الراحل (عمر حجو) هو مؤسس مسرح الشوك بهذاالشكل والنمط المسرح الاجتماعي الناقد الذي يتقبله الجمهور بكل أطيافه، من اليسار إلى اليمين، ومن الفقير إلى الغني، من الأعلى إلى الادنى حواراته ومشاهده يتقبلها المسؤول في الادارة ولاتمنعه الرقابة .. لطيف على الذوق العام وفقير من ناحية الديكور، استفادت منه مجموعة كبيرة من الفنانين السوريين في أعمالهم المسرحية، وكذلك استفادت الدراما التلفزيونية بعناوين مختلفة، وعمر حجو شريك أساسي للفنان الكبير دريد لحام في الأعمال المسرحية التي ألفها الراحل ومحمد الماغوط وقدمت خلال سنوات طويلة مع مجموعة كبيرة من الفنانين وعلى رأسهم الفنان الراحل نهاد قلعي وغيرهم .. وكذلك سعيه الدءوب الذي وضع البيئة الحلبية ضمن سياق الدراما السورية، فهو من أوائل من فكّر وساهم في تنفيذ الأعمال الدرامية التي صورت في حلب وسعى لأن يكون لحلب حصة من الانتاج الدرامي السوري ..

إن إطلاق اسمه على هذا المسرح هو إضافة قيّمة للعمل الابداعي والفني كما نوّه مدير الثقافة بحلب الاستاذ جابر الساجور … وعن الفقرات التي قدمت فكانت في البداية تقديم فيلم قصير عن الراحل من انتاح التلفزيون العربي السوري ومحاكاة بسيطة مابين لوحة لمسرح الشوك في السبعينات ومشهد مسرحي من الزمن الحالي بنفس الشكل والمضمون مع الاختلافات الاجتماعية التي حصلت بوقتنا الحالي ..والربط مابين محطات حياة الراحل الفنية العديدة واختيار البعض منها ..حتى المشهد الأخير الذي غنّى فيه للوطن مع مجموعة من الفنانين في إحدى ساحات المدينة مع بداية الحرب الارهابية على سوريا متحديا الموت.. ومتفائلا بالنصر .. إضافة لشريط مسجّل تلفزيونيا يؤدي فيه عمر حجو أغنية من التراث الحلبي من يستمع له يشعر أن هذا الصوت عمره من عمر تاريخ المدينة وقادم من عمق التراث الحلبي الأصيل…


وكذلك فقرة ذكريات للفنان الحلبي نديم شراباتي شيخ الفنانين السوريين مع الراحل ..والعلاقة بينهما هي جزء من تاريخ الفني الجميل للمدينة ..وكذلك ألقى الكاتب المسرحي والناقد محمد ابو معتوق قراءة جميلة لأعمال الفنان الراحل عمر حجو المسرحية والتي تتقاطع مع الأعمال المسرحية والروائية التي كتبها أبو معتوق في وخزاته الشبيه بمسرح الشوك الاحتفالية والفقرات التي قدمت هي من إعداد وإخراج كاتب هذه السطور وشارك فيها عدد من فناني المدينة الموهوببن، وحضرها كل محبي الفنان الراحل واسرته واصدقاؤه حيث قدم درع مديرية الثقافة لاسرته ..

وبشكل متصل أقامت مديرية المسارح والموسيقى _مسرح حلب القومي _ وضمن الاحتفال بيوم الثقافة السورية والارتقاء بالإنسان ..معرضا توثيقيا بعنوان (من ذاكرة المسرح في حلب) في صالة مديرية الثقافة ..ضم المعرض عشرات الصور والأفيشات والإعلان توثّق للحركة المسرحية خلال النصف الثاني من القرن العشرين الماضي حتى نهايته ..يتضمن صور لبعض الأعمال المسرحية لمسرح الشعب وكافة أعمال المسرح القومي ومسرح المنظمات الشعبية ..العمال والشبيبة والجامعي ومن أرشيف الفرق الخاصة التي قدمها الفنانين المسرحيين عبر عشرات السنوات ومن أجيال مختلفة من عمر الحركة المسرحية في المدينة والتي تعبر عن تاريخ وعراقة الفن المسرحي في المدينة والذي أسس لبناء متين للحركة المسرحية في الوقت الحالي ويجب الحفاظ عليه للمستقبل… ووثق المعرض ضمن C ,D يتضمن أكثر من ثلاثمائة صورة ووثيقة لتبقى في ذاكرة الجمهور المسرحي ومحبي والعاملين في المسرح في حلب للأجيال القادمة .. وهنا اتقدم بكل الشكر لكافة الفنانين المسرحيين الذي ساهموا في هذا المعرض من أرشيفهم الخاص لتلك الصور والوثائق والتي يمكن الاضلاع عليها من خلال موقع الألكتروتي لمديرية الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا ..مسرح حلب القومي

… غسان دهبي فنان مسرحي